لكل فردٍ من الأفراد شخصية معينة تُميزهُ عن غيره، وتتركُ هذه الشخصية انطباعاً لدى الآخرين، فهي تُعبّر عنه، وتظهر فيها أهم الصفات التي يتميز بها، ومن أكثر الشخصيات المحببة الشخصية الجذابة المؤثرة، التي تترك انطباعاً مختلفاً فيه نوعٌ من الإعجاب والانبهار.
يمكن معرفة الشخصية الجذابة والمؤثرة من بين الشخصيات العديدة؛ نظراً لتميّزها عن غيرها من الشخصيات الأخرى، فهي تمتلك العديد من القدرات، والإمكانيات، والمواهب، وليس شرطاً أن تكون الشخصية الجذابة والمؤثرة شخصيةً عبقريةً، إنّما يكفي أن يظهر نجاحها في أهم المستويات.[١]
يمكن لأي شخصٍ أن يُصبح صاحب شخصيةٍ جذابةٍ مؤثرةٍ إذا اتّبع الإرشادات والنصائح الآتية:[٢][٣]
تُعتبر الابتسامة سر الشخصية الجذابة، والابتسامةُ أنواعٌ عديدةٌ، منها الابتسامة الجوفاء، والباردة، والصفراء، والابتسامة المشرقة المتوددة العطوف، وأفضلها الابتسامةُ الصادقة، فهي تُجزل العطاء لصاحبها، وتفتح قلوب الآخرين المغلقة.[٢]
وعلى الانسان أن يتحكّم بما يعترضهُ من واقعٍ مؤلمٍ، وأن يُسيطر على أفعالهِ التي تخضع لإرادتهِ، وبالتالي يستطيع السيطرة على المشاعر التي يشعر بها، فإذا تظاهر الانسان بالسعادة، فإنّ ذلك ينعكس عليه ويتهيأ للإحساس بالسعادة وهكذا، والابتسامة الواثقة كفيلةٌ بأن تُغيّر مجرى حياة الشخص وأسلوب معاملة الآخرين له، وإقبالهم عليه، فإذا ابتسم الشخص أقبل عليه الأصدقاء في جلساتهم، وأقبل عليه الزملاء في العمل، والزوجةُ والأبناء في البيت، فيصل الإنسان بعد ذلك إلى قناعةٍ وهي: ابتسم لأنّه لا يوجد ما يدعو للعبوس، فالإشراق، والسعادة، وأسر القلوب، والصحة جمعيها تأتي بالابتسامة.[٢]
إن المصافحة علامة ودٍّ وصداقةٍ، وتحتلّ المكانة الثانية في إعلان المحبّة بعد الابتسامة، فإذا أظهر الإنسان في مصافحتهِ الحرارة، والحبّ، والعاطفة، دلّ ذلك على ما يُكنّه في قلبهِ للطرف الآخر من حبٍّ وسرور برؤيتهِ، وأما الكيفية التي تكون بها المصافحة المثالية فهي أن يقبض الشخص يد الآخر من غيرِ قوةٍ، ومن غير رخاوةٍ، أو توترٍ، وأفضل مصافحة هي التي ترافقها ابتسامةٌ، وانبساطٌ في عضلات وتعابير الوجه، وعلى هذا فإنّ الحبّ وجذب الآخرين يكمن في راحة اليد.[٢]
يقول ألفرد أدلر: (وبغير الصداقة يواجه المرء أعظم الصعاب، ويحيق أعظم الضرر بالآخرين، وعن هؤلاء الذين لا يعرفون للصداقة معنى تصدر كافّة مساوئ الشرّ).[٢]
تظهر أسمى معاني الصداقة في الحياة اليومية بالتضحية الشخصية، وتتضمن الاهتمام براحة الآخرين المحيطين بالفرد كالجيران والزملاء، وتمني رؤيتهم ناجحين وسعداء في حياتهم، ومن معالم الصداقة إظهار العطف، والحنوّ على من أصابهم مكروه، ومساعدتهم.
من الناس من لا يُفضّل تكوين الصداقات، فيكون متحفظاً، مبتعداً عن الآخرين رغم وجود الحبّ، والعطف لديه، وهذه مشكلة لمن أراد أن يكون جذاباً في شخصيته، وعليه البدء من داخلهِ لمواجهة هذه المشكلة، والعمل على بناء صداقات وتوطيدها، وأنّ يُدرك أنّ البداية ستكون من داخل بيتهِ أولاً، بأن يستغلّ كلّ موقفٍ يمتدح فيه الطرف الآخر، كمدح الفطور الذي تحضّرهُ الزوجة مثلاً، أو مداعبة الصغار قبل ذهابهم إلى مدارسهم، وتقبيلهم، وعند ذهابه إلى العمل، عليه مقابلة أصدقائه بالمصافحةِ، والابتسامةِ المشرقة، بعد ذلك ومع مرور الوقت سيجد نفسه يتصرف بهذه الطريقة تلقائياً، وسيكون قادراً على اكتساب العديدِ من الصداقات.[٢]
هناك العديد من الأمور التي تُساعد الفرد على الاتصاف باللباقة واكتسابها، منها: التحدث إلى الآخرين عن الأمور الإيجابية التي يفضلونها ويرغبون في سماعها، وأن يتذكر الأسماء والوجوه، فلا يُظهر نسيانها، وهذا الأمر يحتاج إلى تدريبٍ متواصل، ومن طرق اللباقةِ أن يكون الشخص عند ثقة الآخرين به، فإذا أسرّوا له بأمرٍ فليحفظهُ لهم، ولا ينشر الشائعات التي تضرّهم، ويبتعد عن السخرية من الآخرين والاستهزاء بهم، كذلك عليه عدم ترديد (أنا) باستمرار ومديح نفسه، وإنما إظهار الاهتمام بالآخرين وتقديرهم، ومن اللباقة في الحديث مع الآخرين أن يستمع الشخص أكثر مما يتكلم، ويبتسم أكثر مما يتجهّم.
ولأهمية اللباقة ولأنها من الأمور الضرورية احتلت المقام الأول في الصفات المطلوبة في الموظفين عند جماعة من أصحاب الأعمال في مدينة نيويورك، يقول أحدهم: (إنّ الموهبة شيءٌ عظيمٌ، لكن اللباقة شيءٌ أعظم).[٢]
على الإنسان أن يكون صادقاً مع نفسه، ويعتني بها، ويفكر في احتياجاتها ومتطلباتها، ويرى ما هي الأمور التي تخافها نفسه، ويعمل على علاجها، فالخوف قد يتمكن من الشخص، ويجعل الآخرين يؤثرون فيه، ولذلك فإنّ مواجهة الخوف داخل النفس ضرورية لإخراج القوة الكامنة، التي توجد داخل كل شخص، فهي تجعله جذاباً، ومبدعاً وقادراً على العمل، والإنجاز ولذلك على الشخص أن يتذكر أنّه الوحيد القادر على التحكم بذاته، والبحث عن السعادة، واتباعها، وأنّه سيجذب الآخرين إليه، من خلال الأمور والإمكانيات التي يراها هو بنفسه.[٣]
يشمل ذلك الأشخاص والأشياء وحتى الأماكن؛ فعلى من أراد أن يتميز بشخصية جذابة أن يعرف أنّ الأمور السلبية تؤثر في ثقته بنفسه، ومن الجميل أن يتفكّر الإنسان بما يجده في الحياة، ويُدرك أهمية الأحداث والأمور التي تمر به، حتى الأشياء التي تسبب له الإزعاج والقلق، وعليه أن يتذكر الجانب المضيء من حياته، وما فيها من أمور إيجابية تقابل الأمور السلبية التي حدثت معه، وأنّه في وضعٍ جيد، فإنّ ذلك يدفعه إلى شعورٍ براحةٍ نفسيةٍ عالية، وإلا فإنّ المشاعر السلبية قد تسيطر عليه، وتؤثر في شخصيته، وعلاقته مع الآخرين.[٣]
يقول إبراهيم الفقي إنَّ ما يُحدد شخصية الإنسان امتلاكه للذكاء الروحي، فمن يمتلك الذكاء الروحي يُصبح قادراً على إدراكِ الصورة الكلية عن نفسهِ، وعن الكونِ الذي يعيشُ فيه، وتكون لديه القدرة على تحديد أهدافه في هذا الكون، وهو بالتالي قادرٌ على تغييرِ حياتهِ للأفضل، ورؤية الجانب المشرقِ من الحياةِ، فيرى الجانب المرِح والسعيد للأشياء، فيشحن نفسه بطاقةٍ عالية من الحماسةِ، والعزيمةِ والإصرار، فيُعلمه الذكاء الروحي كيفية امتلاك العديد من الصفات الأخلاقية، والعاطفية، وكيفية تنميتها، مما يُقوي من معرفتهِ لنفسهِ، وحُسنَ تقديرهِ لذاتهِ، وكذلك معرفتهِ للآخرين، وفهمهم وتقديرهم، فيصبح الإنسان يمتلكُ قُدرةً عاليةً، وشخصيةً جذّابةً، قادرةً على الاتصالِ بالكونِ المحيط.[٤]
يكمن سِرُّ الشخصية الجذّابة التي يتميز بها بعض الأشخاص في اهتمامهم بثلاثةِ أنواعٍ من الحاجاتِ البشريةِ، والتي لو أشبعها الشخص لدى الآخرين أصبح قادراً على اجتذابهم، فالإنسان غير قادرٍ على جعل الناس يُحبونهُ ولكنّه قادرٌ على أن يجتذبهم إليه، والأسرار الثلاثة هي:[٥]
المقالات المتعلقة بكيف تكون شخصية جذابة